بشار الاسد ان انعقاد القمة العربية فى سوريا فى هذه المرحلة الحرجة هو شرف ومسئولية كبرى نعتز بها انطلاقا من إيماننا بأهمية العمل العربى المشترك وحيويته لامتنا العربية المتطلعة لاخذ مكانها اللائق فى عالم اليوم.
وقال الرئيس السورى - فى كلمته فى افتتاح القمة العربية العشرين السبت ونشرتها وكالة أنباء الشرق الأوسط - "لقد عملنا بكل إمكاناتنا على تهيئة الظروف المناسبة لانجاح هذه القمة وسعينا لتجاوز الكثير من العقبات التى تعترض سبيلها لاسيما وأننا ندرك جميعا صعوبة المرحلة ودقة التطورات التى تشهدها منطقتنا بحث لانغالى إذا قلنا إننا لم نعد على حافة الخطر بل فى قلبه ونلمس أثاره المباشرة على أقطارنا وشعوبنا".
كما أكد الرئيس السورى أن كل يوم يمر دون اتخاذ قرار حاسم يخدم مصلحتنا القومية يجعل تفادى النتائج الكارثية أمرا بعيد المنال.
وأكد الرئيس السورى بشار الاسد أنه مهما تكن أراؤنا حول طبيعة هذه الاخطار ، أسبابها ، سبل مواجهتها .. فمن الطبيعى أن يحمل ابناء الاسرة الواحدة أفكارا متعددة تجاه القضية الواحدة فإن مما لاشك فيه أننا جميعا فى قارب واحد أمام أمواجها العاصفة وأنه لابديل لنا عن التشاور والتضامن والعمل المشترك لتوحيد صفوفنا واستعادة حقوقنا.
وقال "إن الاحرى بنا ونحن نشكل تجمعا قوميا طبيعيا يمتلك كل عوامل النجاح التى تتجاوز مايمكن أن يملكه أى تجمع آخر فى العالم أن نجتمع ونتحاور خاصة إننا نعيش جملة من التحديات التى تهدد تماسك بنياننا الداخلى وتجعل من بعض أقطارنا العربية ساحات مفتوحة لصراع الآخرين عبر الصراع بين ابنائه أو هدفا للعدوان والقتل والتدمير من قبل اعدائنا.
وأضاف أنه خلال العقود الماضية عقدت قمم عديدة ، البعض منها أتى فى مراحل مفصلية ، ونجحنا فى مواقع ومراحل ولم ننجح فى أخرى .. مشيرا إلى أنه إذا كان الوضع العربى غير مرض لنا فإن هذا لا يرتبط بالقمم بحد ذاتها بمقدار ما يرتبط بسياق العلاقات العربية العربية والظروف التى أحاطت بها فى الماضى والحاضر والتى انعكست نتائجها على القمم العربية.
وأشار إلى "أنه ومع ذلك تمكنا فى محطات عديدة من تبنى مواقف تعبر عن مصالح الأمة العربية" .. مضيفا "إذا كانت الحروب والاحتلال هى من أخطر القضايا التى واجهت الأمة العربية خلال العقود الماضية فإن معركة السلام لم تكن أقل أهمية منها وأدركنا جميعا أهمية السلام منذ سنين طويلة".
وأوضح الرئيس السورى بشار الأسد أن الأمن فى منطقة الشرق الأوسط لن يتحقق إلا من خلال السلام العادل والشامل الذى يتضمن الانسحاب من الأراضى العربية المحتلة .. وليس بالحروب.
وقال "إن الطرح الإسرائيلى بشأن الأمن دون زوال الاحتلال غير قابل للتحقيق لأن الأمن يناقض الاحتلال إلا إذا كان أصحاب هذا الطرح يظنون أن أصحاب الأرض سيسلمون بالاحتلال".
وأضاف "أن السلام لن يتم بالنسبة لسوريا إلا بعد الجولان كاملة ، والممالطة لن تؤدى إلى مكاسب ، فالرهان على الزمن بهدف النسيان ثبت عدم جدواه لأن الزمن انتاج أجيال أكثر تمسكا بالأرض" .. مؤكدا حرص بلاده على استقلال لبنان واستقرار الأوضاع فيه ، رغم كل مايقال.
وأشار إلى أن ما يثار عن التدخل السورى فى لبنان غير صحيح ، ومايحدث على الواقع عكس ذلك ، فالضغوط التى تمارس على سوريا ، هى من أجل أن تقوم بالتدخل فى الشئون الداخلية فى لبنان.
وشدد الرئيس الاسد على أن مفتاح الحل فى يد اللبنانيين أنفسهم ولهم وطنهم ومؤسساتهم ، وأى دور أخر هو دور مساعد وليس بديلا .. مضيفا "أننا على استعداد للتعاون مع أية جهود عربية أو غير عربية فى هذا المجال ،على أن تقوم المبادرات فى هذا الشأن على الوفاق الوطنى اللبنانى.
وأوضح أن إسرائيل عملت دون توقف على دفع الرأى العام الإسرائيلى باتجاه المزيد من التطرف والتزمت تجاه العرب ورفض الاستجابة لمتطلبات السلام العادل والشامل بما يتوافق مع سياستها المعادية للسلام .. مضيفا أن كل ذلك يحدث تحت أنظار العالم وعدم قدرته على اتخاذ أى موقف فاعل وحاسم لردعها عن أعمالها.
وأعرب الرئيس الأسد عن حزنه لما آلت إليه الأوضاع على الساحة الفلسطينية الداخلية .. مؤكدا أن الأولوية فى الوقت الحالى يجب أن تكون للحوار بين الفلسطينيين.
وحذر الفلسطينيين من قيام إسرائيل باستغلال حالة الانقسام فيما بينهم من أجل تنفيذ المزيد من المجازر بحق الشعب الفلسطينى وابنائه .. داعيا الفلسطينيين إلى التسامى على أى أسباب للخلاف بينهم.
وأعرب الأسد عن تقديره لجهود الأشقاء فى اليمن .. مؤكدا دعمه للمبادرة اليمنية لاستئناف الحوار ، كما دعا الدول العربية إلى العمل على الكسر الفورى للحصار المفرض على قطاع غزة.
وعن "العلاقات البينية العربية" قال الرئيس الاسد "إن تلك العلاقات شهدت تناميا ملحوظا فى السنوات الاخيرة لاسيما على المستوى الاقتصادى مع تطبيق اتفاقية منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى ، كما أن اتجاه الاستثمارات العربية نحو البلدان العربية يعد بمزيد من النمو".
موسي يدعو لقرارات مؤلمة
من جانبه دعا السيد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية العالم العربي الى أن يضع على عاتقه مسئولية الدفاع عن ثقافتنا وهويتنا العامة،والارتفاع الى مستوى المسئولية وعلاج أسباب الضعف والوهن الذي أصاب مجتمعاتنا وثقافتنا .
وبشأن عملية السلام مع اسرائيل دعا موسى الى عقد إجتماع عربي على مستوى وزراء الخارجية منتصف العام الجاري لتقييم الأمر واتخاذ قرار فى ضوء الوضع ،وقال إذا كان هناك تقدم حقيقى فيتوجب عليناأن ندعمه، أما إذا كان الوضع سوف يراوح مكانه-كالمعتاد- فعلينا أن نتخذ القرارات التى تناسب الموقف ،وربما تكون قرارات مؤلمة كما يقولون، إلا أن الخيارات السياسية وإن كانت ليست بالكثيرة فهى ليست بالتأكيد منعدمة.
وحول الوضع في العراق قال أن العراق الجديد لن يقوم الا بأن يكون العراق بلد كل مواطنيه لافرق بين عربى وكردى، شيعى وسنى ، مسلم ومسيحى ، تركمانى او صابئة.
وبشأن مشكلة لبنان قال موسى أن انتخاب رئيس للجمهورية ليقود عملية التوافق اللبنانى، وعملية التفاهم بين الدولتين الشقيقين والجارتين سوريا ولبنان هما أمران أساسيان لعودة الهدوء والاستقرار وتراجع التوتر والاضطراب فى هذا الجزء العزيز من الوطن العربى ، مؤكدا استمرار المبادرة العربية في هذا الخصوص.
وبصدد المسألة السودانية، أكد أن الجامعة العربية لم تتوانى عن العمل الفعال والسريع حماية للسودان بكافة مقوماته من سلام بين شماله وجنوبه الى استقرار فى شرقه الى حل عاجل وسريع للوضع فى دارفور.
وقال:"إننا طلاب سلام، وقد عرضنا السلام على اسرائيل- ومباشرة حتى لايقال أننا نتوجه الى عنوان خطأ- فماذا كانت النتيجة: "لاشيىء".. ثم قالوا إن المطلوب هو الاعتدال والانشغال بالسلام، فذهب الجميع والجامعة العربية معهم الى أنابوليس، فماذا كانت النتيجة-على الاقل حتى الان - "لاشيىء" والارهاصات غير مطمئنة، إذا هل نفهم من ذلك أن عرض السلام العربى غير مقبول؟ وأن الاعتدال لايفيد..
"هذا إحتمال قائم وحسن السياسة وحسن إدارة الامور تقتضى الاستعداد والاعتداد لتشكيل موقف جماعى إزاءه باعتبار أن القضية الفلسطينية قضية حقوق وضمير وتاريخ بل وأمن إقليمى شامل".
وأضاف:"يهمنى وأنا أتحدث عن هذه المشكلة الرئيسية-أى السلام مع اسرائيل- أن أقول أن إجتماعا دوليا لتقييم الوضع بعد أنابوليس، بعد مضى فترة معقولة على إنعقاده يكون مهما بل ضروريا حتى لاتضيع الامور فى متاهات الدعايات الكاذبة والمناورات المزورة، ومن أجل هذا رحبت الدبلوماسية العربية بعرض روسيا الدعوة الى مؤتمر يعقد فى موسكو فى الربيع القادم خاصة وأن تفاهمات انابوليس أكدت الدعم الدولى لانهاء إحتلال الجولان السورى وشبعا اللبنانية إضافة الى الارض الفلسطينية".